"الإدارة الذاتية تجربة وطنية".. استمرار أعمال لقاء حلب التشاوري بالنقاش حول الهوية الوطنية وأهميتها

تستمر أعمال لقاء حلب التشاوري بإلقاء عدة كلمات وقراءة المحور الأول الذي يحمل عنوان "الهوية الوطنية الجامعة" وفتح باب النقاش حوله، فيما خلص المشاركون إلى أن الإدارة الذاتية تجربة وطنية بامتياز. 

انطلقت صباح اليوم، أعمال لقاء حلب التشاوري وذلك بمشاركة نحو 35 مندوباً وشخصية من مختلف المناطق السورية، من مثقفين وكتّاب إلى جانب سياسيين ودبلوماسيين، بالإضافة إلى ممثلين عن عدد من القوى الوطنية الديمقراطية.  

اللقاء بدأ بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأراوح شهداء سوريا، تلا ذلك إلقاء كلمة افتتاحية من قبل عضو المكتب السياسي لهيئة التنسيق الوطنية وعضو حركة التغيير الديمقراطي زياد وطفة.

الإدارة الذاتية تجربة وطنية بعيدة عن الاتهامات الانفصالية

زياد وطفة أشار في بداية كلمته إلى أنه من المطلعين على ثورة 19 تموز التي خرجت بعد الحراك الشعبي في سوريا وكان هدفها دعم الحراك، ووصفها بالتجربة المنفتحة على جميع الأطراف والتي أدت إلى خلق الإدارة الذاتية، وقال إنها تجربة وطنية بعيدة عن الاتهامات الانفصالية والقوموية.

ونوّه إلى أن حكومة دمشق استطاعت العمل على "تثبيت نفسها أمام الحراك الشعبي" نتيجة عدم وجود تمثيل قوي لقوى المعارضة الوطنية.

كما اعتبر زياد وطفة أن اللقاء التشاوري الحالي المنعقد في مدينة حلب له أرضية، منذ ما يقارب الأربع سنوات، بدءاً من أولى جلسات الحوار السوري – السوري، مروراً بلقاءات ستوكهولم ووصولاً إلى لقاء حلب التشاوري.

ووصف خلال حديثه ثورة 19 تموز بالتجربة الرائدة التي تحوي جميع المكونات السورية، وذات وجود تنظيمي وحضور اجتماعي وصاحبة قضية.

وخلص إلى أنهم يريدون تشكيل جسم معارضة وطنية يكون مجلس سوريا الديمقراطية المشكل من جميع الأحزاب العاملة جزءاً منه لتوحيد الرؤى وحل الأزمة السورية على أساس ديمقراطي.

المحور الأول الهوية الوطنية الجامعة

بعدها تم تشكيل ديوان لإدارة الجلسة مكوناً من الرئيسة المشتركة لمنتدى حلب الثقافي ليلى خالد، ونائب الرئاسة التنفيذية وعضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية علي رحمون، والناشط المدني فيصل ملحم.

قرئ المحور الأول للقاء الذي حمل عنوان "الهوية الوطنية الجامعة"، من قبل علي رحمون، وتضمن "عقب الحراك الشعبي في سوريا وترسيخ العنف على المشهد السياسي، ظهرت على السطح أشكال متضاربة من المقاربة الهوياتية؛ هوية قوموية أحادية يتبناها النظام السوري، وكذلك هوية وطنية ديمقراطية ما زالت في طور التأسيس ويمثلها التيار الديمقراطي الوطني، جنباً إلى جنب انبثاق هويات محلية قبائلية أو طائفية أو مذهبية أو إثنية أو عائلية أو مناطقية. في حين شكلت الهوية الجهادية الإسلاموية عنصر استقطاب ما فوق الإطار الوطني، وفشلت العلمانية الليبرالية في تنظيم نفسها تحت سقف مبادئ الهوية الوطنية. وفي المحصلة، بتنا أمام فوضى الهويات المتضاربة والمتناحرة. إنها حرب الكل ضد الكل!"

كما حمل المحور مفهوم الهوية بإطاريها الاصطلاحي والنظري إلى جانب طرحها لفكرة النقاش الهوية مفهوم ثابت أم متغير؟ والإطار الفلسفي والواقعي للتساؤل الآتي.

بالإضافة إلى ذلك حمل المحور أشكال الهوية، كالهوية المجتمعية، الدولة القومية والهوية القومية الأحادية والثقافية والوطنية والهويات المحلية وغيرها من الهويات الأخرى التي شُرحت كل واحدة على حدة، وما تتضمنه والاختلافات التي تميزها عن بعضها.

فيما تم التطرق أيضاً إلى المحطات التاريخية لسوريا بدءاً من "تشكيل المملكة السورية الأولى التي بدأت بعد التحرر من الاحتلال العثماني للمنطقة مروراً بالانتداب الفرنسي والجلاء وصولاً إلى حكم حزب البعث لسوريا وأحداث ما بعد 2011".

أما بخصوص أهمية الهوية الوطنية السورية الجامعة فتم ذكر عدة نقاط منها حالة التشرذم الهوياتي في سوريا والسلم الأهلي والتعايش في سوريا وحل للقضايا المتراكمة خلال مائة عام.

المحور في نهايته طرح تساؤلاً "ما العمل؛ من أين نبدأ؟ "وأجاب عنه بـ "إعادة بناء البنية التحتية الاجتماعية والمادية في سوريا، وإعادة هيكلة التعليم في سوريا واعتماد مناهج وطنية مع التركيز على إنشاء خطاب سياسي وإعلامي جديد، يتبنى الهوية الوطنية السورية الجامعة وإنشاء لجان السلم الأهلي، مثل لجنة تقصي الحقائق ولجنة الحكماء ولجنة الحقوق ولجنة عودة اللاجئين.

ليتم بعدها إتاحة المجال أمام المشاركين في اللقاء لإبداء آرائهم، ومنها مداخلة الأستاذ الجامعي والدكتور مهيب صالحة عبر تطبيق زووم.

الحوار لإرساء الهوية الوطنية تصب في مصلحة توحيد السوريين

الدكتور مهيب اعتقد، خلال مداخلته، أن الهوية الوطنية الجامعة ضرورية لحل الأزمات العالقة التي تبدأ من أزمة المصطلحات وتشمل الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

واعتبر أن أساس الهوية الوطنية الجامعة هو الحوار البنّاء والمجتمعي، وقال إن الحوار الحالي الجاري في لقاء حلب التشاوري يصب في إطار توحيد السوريين للوصول إلى توافقات معينة لتخطي الهواجس وحل الأزمة الحالية.

وأنهى الدكتور مداخلته بالإشارة إلى أن المجتمع السوري يعتبر مجتمعاً تعددياً يحوي العديد من الطوائف والعرقيات وغني بها، ما يجعل الهوية الوطنية الجامعة شيئاً ضرورياً لضمان حرية الجميع من ناحية المعتقدات واحترامهم.

الهوية لا يمكن أن تكون جامعة بوجود التمييز والفساد

من جانبه قال عضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطي الاجتماعي، نضال فندي، أن الهوية الوطنية لا يمكن أن تكون جامعة إن وجدت تفرقة وتمييز، بل يجب وضع إطار للتساوي في الحقوق والواجبات بين كافة السوريين.

كما أشار نضال إلى أن الفساد المستشري في البلاد وخاصة في مناطق حكومة دمشق يخلق العديد من العراقيل لبناء الوحدة الوطنية.

مختتماً حديثه بالتأكيد على تبني مشروع علماني عصري يحقق آمال السوريين في بناء الوحدة الوطنية.

وجرت في اللقاء التشاوري العديد من النقاشات الأخرى التي أشارت إلى ضرورة العمل على منح جميع الهويات والقوميات السورية حقوقها ضمن إطار ديمقراطي تشاركي يحمي حقوق جميع السوريين بكل أطيافهم لتجاوز الأزمة والمضي نحو مستقبل مشرق.

هذا وتستمر أعمال لقاء حلب التشاوري بالبدء بالمحور الثاني الذي يحمل عنوان "اللا مركزية".

(كروب/ س ر)

ANHA

 


إقرأ أيضاً