​​​​​​​نوري محمود: تحرير المناطق المحتلة من أولويات قواتنا

​​​​​​​نوري محمود: تحرير المناطق المحتلة من أولويات قواتنا
10 تشرين الأول 2023   07:47

أوضح الناطق باسم وحدات حماية الشعب YPG، أن تحرير المناطق المحتلة من قبل تركيا هي من أولويات قواتهم ومجابهة الهجمات في إطار حرب الشعب الثورية هو خيارهم الأساسي.

مع دخول المنطقة السنوية الـ 5 لبدء هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقتها، على منطقتي سري كانيه وكري سبي. الناطق باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود تحدث في حوار لوكالتنا حول أبرز التطورات التي حدثت قبيل وعقب الهجوم، بالإضافة لاستمرار هجمات الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا.

فيما يلي النص الكامل للحوار وكان كالآتي:

- شن جيش الاحتلال التركي في 9 تشرين الأول عام 2019، هجوماً ضد سري كانيه وكري سبي، قبل الهجوم حدثت عدّة تطورات أبرزها انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من خط الحدود وردم التحصينات، هل يمكنكم وضعنا في صورة التطورات في تلك المرحلة؟

قبل التطرق لمرحلة استهداف مدينة سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض لابد من الحديث بدايةً عن المرحلة التي سبقتها وهي احتلال مدينة عفرين، في ذاك الوقت انسحبت القوات الروسية من داخل عفرين، بلا شك كانت هناك مشاكل داخل النظام العالمي، بحيث كان يحاول بعض رؤساء العالم تغيير نظام العالم ونظام الأمم المتحدة والناتو وكافة الأنظمة العالمية، وكانت تلك التحركات برئاسة الرئيس الأمريكي السابق ترامب.

بلا شك عندما هاجم الاحتلال التركي مدينتي سري كانيه وكري سبي كانت هناك بيانات من قبل الرئيس الأمريكي حينذاك ويقول: "مشكلة الكرد وتركيا هي مشكلة تاريخية وليس للشعب الأمريكي أي علاقة بها، وتركيا هي حليفتنا وتستطيع دخول سوريا كعضو في الناتو وحل مشاكلها هناك".

التوازنات في تلك المرحلة وبشكل خاص في عهد الرئيس الأمريكي ترامب وبقيادته أفسحت المجال أمام الأنظمة التي كان يتماشى معها أردوغان لتستطيع من خلالها تركيا والناتو تحقيق اطماعها دبلوماسية واتفاقيات ثلاثية مع قواتنا لتنسحب من المنطقة، وتعود إلى الخلف لمسافات من أجل ألا تكون هناك حروب، وأن يستطيع الشعب السوري إدارة ثورته، ولكن ما حصل كان عبارة عن مؤامرة ضدنا.

وعند مهاجمة مدننا سري كانيه وكري سبي، ما لاحظناه هو توجه العديد من الدول الأوروبية وعلى رأسها أمريكا لحماية مصالحها الدولية وعدم التزامها بالمواثيق والدساتير الدولية، واتخذوا مصالح حكوماتهم أساساً لهم، وسمحوا لنظام مثل نظام أردوغان بمهاجمة مدننا.

في المقابل كانت هناك قوة مجتمعية ساندت روج آفا وبشكلٍ خاص ضمن المجتمع الأمريكي ومثقفيها ورجال دينها وسياسيها، وفي دول مختلفة كأوروبا وآسيا، ووصفوا الهجمات بالخطيرة على العالم أجمع وهجمات غير محقّة.

قواتنا وبلا شك اتخذت تلك التجربة على أساس عدم الوثوق بالقوات الدولية والاتكال عليها، يمكن أن تكون هناك توافقات وأن تكون تلك القوى قوات صديقة لقواتنا، ولكن لا يعتمد عليها، إنما اعتمادنا سيكون على قواتنا الذاتية وإمكانياتنا الذاتية.

بلا شك أهداف أردوغان وحزبي AKP MHP الفاشية، هو استغلال استراتيجية تركيا في العالم ووضعها تحت حكمهم من أجل تنفيذ مشروع السلطنة الأردوغانية، الرئيس الأمريكي ترامب كان يعتقد نفسه ذكياً للغاية ولكن أردوغان كان يحاول استغلاله دائماً، كون أردوغان كان له مخططات كثيرة، فربيع الشعوب في الشرق الأوسط حوّل اسمها أردوغان بالربيع العربي، وضمن الربيع العربي أسماها الربيع السني، وبعدها وضع الأخوان المسلمين في المقدمة، ومن ثم وضع داعش في مقدمة الكل، ومع دحر داعش سعى أردوغان بناء سلطنته الأردوغانية بمفرده وبناء قصره السلطاني في تركيا.

ـ قبل الهجوم كان هناك عدة قواعد أمريكية في مدينتي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، قبل الهجوم بيومين تم إفراغ تلك القواعد وانسحبت القوات الأمريكية منها بالرغم من التحالف الذي بينكم فما هو السبب؟

قصة انسحاب القوات الأمريكية من قواعدها في مناطقنا إن كانت سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض والمناطق التي يتواجدون بها، كانت مرتبطة بالسلطة الحاكمة حينها والاتفاقيات التي حصلت بين رؤساء عدة دول، وليست التزاماً بالقوانين والمواثيق الدولية، وكانت خارج الاتفاقيات الدولية، وحاول ترامب حينها الاستفادة من استراتيجية تركيا وموقعها الجغرافي وأهميتها الجوية، كما حاول الاستفادة من الداخل الأمريكي، ولكن الجنود الأمريكان لم يكونوا مقتنعين حينها بالانسحاب، واليوم نرى بأنه في الشرق الأوسط والعالم بأجمعه هناك تنازلات كبيرة لأردوغان على الرغم من عدم اقتناعهم بأرودغان، ما يحصل هو التماشي مع مصالحهم الدولية المؤقتة وليست المواثيق والمعاهدات الدولية.

المجتمع الأوروبي والأمريكي والشرق الأوسط وقفوا أمام هذه الاتفاقية التي كانت خارج أخلاقيات مجتمعهم والقوانين والدساتير العالمية، وانسحاب تلك القوى كان على هذا الأساس، وتبين مؤخراً موقف شعوب العالم ووقوفهم مع ثورة شمال وشرق سوريا وثورة ربيع الشعوب، وكانت هناك توازنات إلى حد ما، ولكن لليوم هناك دول تغض الطرف عن جرائم الحرب التي يرتكبها أردوغان، والتي يتوجب أن يتم محاسبته على استخدامه لأسلحة الناتو في حروبه، وأن تتم محاكمته في لاهاي، وكل ذلك من أجل حماية مصالحها الشخصية المنافية للمواثيق والمعاهدات الدولية.

-كيف تصفون الهجوم الذي شنه الاحتلال التركي، وبشكل خاص أنه استهدف المدنيين والبنى التحتية وحتى الأطفال لم يسلموا منه، ناهيك عن استخدم الأسلحة المحرمة دولياً؟

بلا شك العالم بأجمعه يعلم أن هناك مواثيق دولية وحقوق للإنسان وقوانين للحروب ودساتير دولية وقيم ومبادئ مجتمعية، وكل هذا لم يتخذ أساساً في الهجمات التي استهدفت مناطق شمال وشرق سوريا، ولم يبالي لها أردوغان أو أي حكومة دولية، ومع الأسف الجهات المعنية وبالرغم من وجود المواثيق ومتابعتها للهجمات التي استهدفت مناطقنا واستخدام الدولة التركية أسلحة الناتو أمام شعب يريد الحرية والديمقراطية لم تحاسب أردوغان على ما فعله، لذلك نرى أن هذه المنظمات والأمم المتحدة المعنية بحماية هذه المواثيق، وعندما تتعلق الأمور بروج آفا وتكون لهم مصالح داخل تركيا يغضون الطرف عن الجرائم والإبادة والتغيير الديمغرافي الذي يطال شعبنا.

لم يسلم شيء من أردوغان خلال الهجمات، فاستهدف الأطفال وكبار السن والبنى التحتية والمدارس وحتى دور العبادة، ولولا الشعوب التي آمنت بالفكر الديمقراطي وربيع الشعوب ووقوفهم في وجه تلك الهجمات في إطار حرب الشعب الثورية، لارتكب أردوغان المجازر بحق الشعوب ولفعل ما لم يفعله داعش، واليوم نرى ما يرتكبه أردوغان في المنطقة فالأسلحة المتقدمة بيده ويفعل ما يشاء، وفي هذه الساعات وخلال حديثنا يهاجم أردوغان المنطقة ويحاول إبادة شعوب المنطقة.

-في 17 تشرين الأول أبرمت أمريكيا اتفاقية مع تركيا وكذلك روسيا في 22، وتضمنت إيقاف الهجمات وإطلاق النار، إلا أن تركيا وحتى اللحظة لم تلتزم بهذين الاتفاقين برغم من انسحاب قواتكم من الشريط الحدودي، من يتحمل مسؤولية هذه الهجمات؟

نعم هذه الاتفاقيات كانت ثلاثية ومسؤولة عنها كل من روسيا وأمريكا، وكان يجب عليهم الالتزام بها، ولكن ما نراه بأن هناك هجمات يومية من قبل أردوغان وحكومته على مناطقنا وبأسلحة متقدمة، مستهدفاً فيها كل شخص متواجد هنا وريادي ومسؤولي هذه الثورة، ونعلم جيداً بأنهم يستطيعون إيقاف تركيا بكلمة واحدة، إلا أنهم يلتزمون الصمت.

شعبنا وبقوته المنظمة، بقي واقفاً وصامداً، ولم يعتمد على هذه القوى التي تعمل وفق مصالحها

- تركيا تتوعد يومياً بشن هجمات جديدة ضد المنطقة، وتشن منذ مطلع شهر تشرين الأول هجمات عنيفة برية وجوية، هل هناك ردكم على هذه الهجمات، وهل لكم أن تقيّموا الوضع العسكري الحالي، وماذا يتوجب على شعوب المنطقة فعله؟

بلا شك الدولة التركية دخلت مرحلة حرب جديدة وقوية منذ مطلع عام 2020، أي بعد دحر داعش جغرافياً. دخل أردوغان بجيشه واقتصاده ودبلوماسيته وباستخدام المساعدات التي تقدم للاجئين السوريين في تركيا للحصول على مساندة دولية. وحروبه اليوم ضد المنطقة ومهاجمته لشمال وشرق سوريا هي بهدف نقل المشاكل الداخلية التركية وتصديرها للخارج.

أردوغان لا يعمل من أجل بناء سلطنته فقط إنما يعمل من أجل تصدير مشاكله والتستر عليها داخل تركيا، كما يحاول أن يحتل أجزاءً جديدة من سوريا وبناء جيش من المرتزقة، فاليوم الجميع يعلم مدى إفلاس أردوغان على جميع الأصعدة، ويحارب من أجل الوقوف على قدميه أو يخرج أمام شعوب تركيا ويتم محاكمته على فساده وإرهابه وما يفعله داخل تركيا، لهذا يهاجم أردوغان الشعب الكردستاني وثورتهم.

بلا شك الرد على هذه الهجمات وردعها ليس قراراً جديداً فبعد الهجمات على عفرين وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، الإدارة الذاتية ومؤسساتها اتخذت على عاتقها كيفية حماية نفسها وعدم التحطم بين الاتفاقيات الدولية، واليوم ولمستوى جيد استطاع شعبنا أن ينظم نفسه في إطار حرب الشعب الثورية، فقواتنا قوات سوريا الديمقراطية والتي هي جزء من شعوب هذه المنطقة نظمت نفسها واتخذت تدابيرها حيال هذه الهجمات. ونعلم جيداً بأنه ليس هناك توازن عسكري بين قواتنا وقوات الدولة التركي التي تستخدم الأسلحة الحديثة وأسلحة الناتو والأسلحة الروسية، ولكن قواتنا تمتلك إرادة منظمة تؤمن بحرب الشعب الثورية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي وسورية حرة.

ولليوم نرى أن هجمات الدولة التركي جميعها تدخل في إطار جرائم الحرب، وليست في إطار حرب عادلة وهي خارجة عن المواثيق والاتفاقيات الدولية، اليوم يتم استهداف البنية التحتية والمنشآت الحيوية والعامة فهي تحاول تجويع شعوب المنطقة وإخضاعهم للاستسلام، ولكن شعوبنا باتت منظمة برفقة قواتها وهي مصرة على القيام بواجباتها العسكرية.

-هل هناك أي مخطط زمني لتحرير المناطق المحتلة من قبل تركيا، عسكرياً ودبلوماسياً؟

بلا شك المدن التي احتلتها تركيا يتوجب تحريرها، فهي من أولويات قواتنا، وبشكلٍ خاص عفرين وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، التي احتلت نتيجة لسياسيات قذرة وتوازنات عسكرية غير عادلة، واستخدام تركيا لأسلحة الناتو واحتلال مدننا بجرائم الحرب.

نحن مصرون على تحرير تلك المدن وهي من أولوياتنا، ولن تبقي لنا نظام فاشي مثل نظام أردوغان

(م ح)

ANHA