طفل عفريني أجبر على النزوح فبنى منزلاً تحت شجرة زيتون
تحت ظل شجرة الزيتون وبأدوات بسيطة بنى طفل عفريني منزلاً صغيراً له ولأشقائه ليحولوه لمكان للهو والمرح، وذلك بعدما شردهم قصف الاحتلال التركي ومرتزقته وحرمهم من العيش بأمان وسلام في منزلهم بعفرين.
روزانا دادو - فيدان عبد الله
عفرين- يشن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من تاريخ 20 يناير/ كانون الثاني أشرس أنواع الهجمات وباستخدام كافة الأسلحة الثقيلة على مقاطعة عفرين، وبات واضحاً أمام مرأى العالم بالوثائق أن كل ما ينتج عن ما أسماه الاحتلال التركي بالعملية العسكرية هي أضرار ومآسي تدخل لحياة المدنيين الأبرياء.
الطفل زعيم مقداد من أهالي قرية قرمتلق التابعة لناحية شيه، يبلغ من العمر 9 أعوام، وهو الشقيق الأكبر لأخوين وأخت واحدة.
اضطرت عائلة الطفل زعيم الهروب من قصف وهجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على قريتهم إلى منطقة أكثر أماناً ليقصدوا مركز عفرين إلا أن القصف سبقهم لهناك لينتقلوا إلى قرية زيارة بناحية شيراوا، ويقطنون اليوم في منزل بسيط لم يرمم بعد وذلك نظراً لكثرة الأهالي النازحين إلى تلك الناحية الخالية من الوجود التركي.
في ظل ما شهدته عائلة الطفل زعيم من خوف وحالة من التوتر بالتنقل من مكان إلى آخر هرباً من قصف جيش الاحتلال التركي تعيش اليوم حالة معيشية صعبة ناتج عن الدمار وحرمان أهالي المنطقة من مصادر رزقهم.
زعيم وبعد أن استقرت عائلته مؤقتاً في قرية زيارة، عمل بمجهوده ومساعدة أشقائه الصغار على بناء منزل صغير باستخدام بعضٍ من الحجار وقضبان حديدية كانت متواجدة بين الأراضي الزراعية وكيس من البلاستيك، حوله لمكان للهوا والمرح.
في ظل حرمانهم من الدراسة، لقاء الأصدقاء والأقرباء يقضي الأشقاء الـ 4 معظم وقتهم في هذا المنزل البسيط يستطيعون من خلاله الخروج من أجواء الحروب المحيطة بهم وبعث روح الفرحة إلى قلوبهم بنفسهم.
كاميرا وكالة ANHA صادفت الطفل زعيم وأشقائه أثناء لعبهم بداخل المنزل الصغير ورصدت دوافع بنائه للمنزل حيث قال الطفل زعيم "للمرة الأولى أعيش شعور النزوح والتشرد فأنا وعائلتي نعيش في قريتنا منذ البداية ولهذا فهذه الأيام تعد صعبة كثيراً بالنسبة لي".
وأضاف "بعدما مرت أيام كثيرة وأنا بعيد عن قريتي ومنزلي بادرت ببناء هذا المنزل كنوع من قضاء الوقت ونسيان ما تمر به المقاطعة من هجمات وأصوات المدافع التي ما زالت ترافقنا حتى هذه اللحظات، وبالفعل استطعت أن أزرع به بعضاً من الأمل والتفاؤل بداخلي بكوني أشعر أنه جزء من منزلي الكائن في القرية وكان ذات الشعور لدى قلوب أهلي وأخوتي".
تمنى الطفل زعيم مقداد في نهاية حديثه أن يتوقف القصف الهمجي عليهم ويخرج الاحتلال التركي ومرتزقته من قريتهم ليعود إلى الحياة الآمنة مع عائلته في منزله العزيز على قلبه.
(س)
ANHA