صحف عالمية: خيارات طهران في الرد على تل أبيب محدودة والتقشف هزم أردوغان
تواجه إيران معضلة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا، فيما تحدثت صحيفة بريطانية عن أهم الأسباب وراء خسارة الحزب الحاكم في تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية.
الصادرة اليوم، خيارات إيران المحدودة للرد على إسرائيل وأسباب هزيمة أردوغان في الانتخابات المحلية.
هناك العديد من الخيارات الإيرانية للانتقام من إسرائيل لكن جميعها تحمل مخاطر
تواجه إيران معضلة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا، منها كيفية الرد دون إثارة صراع أوسع، يقول محللون في الشرق الأوسط إن طهران لا تريده على ما يبدو، بحسب تحليل لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.
وتأتي ضربة الإثنين، التي أسفرت عن مقتل جنرالين إيرانيين وخمسة مستشارين عسكريين في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، في الوقت الذي تسرّع فيه إسرائيل حملة طويلة الأمد ضد إيران والجماعات المسلحة التي تدعمها، فيما تعهّد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالرد.
طهران لديها خيارات، ويمكنها إطلاق العنان لوكلائها على القوات الأمريكية، أو استخدامها لضرب إسرائيل مباشرة أو تكثيف برنامجها النووي الذي سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ فترة طويلة، إلى كبح جماحه.
وقال المسؤولون الأميركيون إنهم يراقبون عن كثب لمعرفة ما إذا كان الوكلاء المدعومون من إيران، كما حدث في الماضي، سيهاجمون القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة.
توقفت مثل هذه الهجمات الإيرانية في شباط، بعد أن ردت واشنطن على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن بعشرات الضربات الجوية على أهداف في سوريا والعراق مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والمجموعات التي تدعمها.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم لم يحصلوا بعد على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الجماعات المدعومة من إيران كانت تتطلع لمهاجمة القوات الأميركية في أعقاب هجوم الإثنين.
وحذرت الولايات المتحدة أمس، طهران بوضوح من مهاجمة قواتها.
وقال نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود: "لن نتردد في الدفاع عن أفرادنا ونكرر تحذيراتنا السابقة لإيران ووكلائها بعدم استغلال الوضع، لاستئناف هجماتهم على الأفراد الأميركيين".
وقال أحد المصادر الذي يتابع القضية بعناية، إن إيران تواجه معضلة الرغبة في الرد لردع المزيد من مثل هذه الضربات الإسرائيلية مع تجنب حرب شاملة.
وأضاف: "لقد واجهوا هذه المعضلة الحقيقية، وهي أنهم إذا ردوا، فقد يلجؤون إلى المواجهة، وهو ما لا يريدونه بوضوح. إنهم يحاولون تعديل تصرفاتهم بطريقة تظهر أنهم سيردون ولكن دون تصعيد".
وقال: "إذا لم يردوا في هذه الحالة، فسيكون ذلك في الواقع إشارة إلى أن ردعهم هو عبارة عن نمر من ورق"، مضيفاً أن إيران قد تهاجم إسرائيل نفسها أو السفارات الإسرائيلية أو المنشآت اليهودية في الخارج.
وقال المسؤول الأميركي إنه نظراً لأهمية الضربة الإسرائيلية، فقد تضطر إيران إلى الرد بمهاجمة المصالح الإسرائيلية بدلاً من ملاحقة القوات الأميركية.
وقال إليوت أبرامز، خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، إنه يعتقد أن إيران لا تريد حرباً شاملة مع إسرائيل ولكنها قد تستهدف المصالح الإسرائيلية.
وقال أبرامز: "أعتقد أن إيران لا تريد حرباً كبيرة بين إسرائيل وحزب الله في الوقت الحالي، لذا فإن أي رد لن يأتي في شكل عمل كبير لحزب الله".
وأضاف "لديهم طرق أخرى كثيرة للرد. على سبيل المثال من خلال محاولة تفجير سفارة إسرائيلية".
يمكن أن ترد إيران أيضاً من خلال تسريع برنامجها النووي الذي كثفته طهران منذ أن تخلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2018 عن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 المصمم لتقييده مقابل فوائد اقتصادية.
وقال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز أبحاث CSIS في واشنطن، إنه لا يتوقع رداً إيرانياً هائلاً على الهجوم على سفارتها.
أسباب هزيمة حزب أردوغان بالانتخابات المحلية
بدروها، تحدثت صحيفة غارديان البريطانية عن أهم الأسباب وراء خسارة الحزب الحاكم في تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان الانتخابات المحلية، والعوامل التي ساعدت المعارضة على تحقيق هذا الانتصار.
وقالت الصحيفة إنه قبل أقل من عام، تمكّن الرئيس التركي وحزبه من الفوز في الانتخابات الرئاسية على الرغم من تردي الأوضاع الاقتصادية وعدم الرضا الشعبي عن استجابة الحكومة التركية للزلزال الأسوأ في عدة عقود، والذي تسبب في أضرار وخسائر بشرية ومادية جسيمة.
وأضافت: "لا عجب إذن أن التحول المذهل غير المتوقع – في مسار الانتخابات المحلية إلى الاتجاه المعاكس – أدى إلى احتفالات صاخبة حتى الساعات الأولى من الصباح. ففي إسطنبول، أكبر مدن تركيا، تغلّب رئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو على مرشح حزب أردوغان. كما حقق حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه إمام أوغلو فوزاً كاسحاً على مرشحي العدالة والتنمية في المدن الكبرى الأخرى، إذ فاز الحزب المعارض بأغلبية ساحقة في العاصمة أنقرة، وحقق انتصاراً سهلاً في أزمير. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن حزب الشعب الجمهوري تمكّن من تحقيق بعض الانتصارات في البلدات والقرى المحافظة التي تعدّ معاقل لأنصار أردوغان في الأناضول ومنطقة البحر الأسود".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من إحكام أردوغان وحزبه قبضتهم على مفاصل الدولة ومؤسساتها على مدار أكثر من عشرين سنة، لا يزال من المبكر اعتبار هذه النتائج تحولاً جذرياً في المشهد السياسي في تركيا. مع ذلك، رجحت الصحيفة أن فوز المعارضة يدعو للتفاؤل على نطاق واسع بين الناخبين العلمانيين والليبراليين في تركيا.
كما رأت الصحيفة أنه وسط ارتفاع التضخم إلى 70 في المائة واستياء الناخبين من معدلات الفائدة المرتفعة جداً، لعب أردوغان على وتر الهوية الإسلامية للبلاد بعد أن استغلها لسنوات طويلة في إدارة المشهد السياسي.
يُضاف إلى تلك العوامل التي يرجح أنها كانت وراء هزيمة العدالة والتنمية في انتخابات المحليات التركية، برنامج التقشف الذي بدأ أردوغان في تطبيقه فور إعادة انتخابه رئيساً للبلاد، الذي على الرغم من نجاحه في استرضاء أسواق الغرب، أغضب الكثيرين من مجتمع الناخبين المؤيدين لأردوغان.
(م ش)