بارين أيقونة مقاومة العصر

بارين أيقونة مقاومة العصر
1 شباط 2024   03:28

أثبتت النساء الكرديات على مر التاريخ أنهن صاحبات إرادة قوية لن يستطيع أحد كسرها مهما بلغت العوائق أشدها، وما ثورة المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا (ثورة 19 تموز 2012) بريادة النساء الكرديات سوى امتداد لروح تلك المقاومة ضد النظام العالمي المهيمن (النظام الذكوري).

فذاكرة ثورة المرأة ذاخرة بأسماء النساء الكرديات اللواتي أصبحن ملهمات لنساء العالم أجمع، واستشهدن في سبيل إيصال أيديولوجية تحرر المرأة إلى جميع النساء، كالشهيدات (زينب بنابر وهفرين خلف وجيان تولهلدان وآرين ميركان وليمان شويش ويسرى درويش وزينب محمد ونودم وان والأم عقيدة وفجين جيان وزهرة بركل وأمينة ويسي وهبون ملا خليل وأفيستا خابور وبارين كوباني).

والمقاتلة في وحدات حماية المرأة بارين كوباني، إحدى الأسماء في كوكبة الشهيدات اللواتي ذكرت أسماؤهن آنفاً، يصادف اليوم (1 شباط) الذكرى السنوية السادسة لاستشهادها.

شاركت بارين (الاسم الحقيقي أمينة عمر)، ببسالة وبطولة كبيرتين في مقاومة العصر وجسدت بمقاومتها ضد جيش دولة الاحتلال التركي ومرتزقته الذين شنوا هجوماً احتلالياً على عفرين في 20 كانون الثاني 2018، نموذج ومثال المرأة الكردية الحرة.

فقد عرفت بارين بين رفيقاتها في النضال بامتلاكها روح التضحية والفداء، والنضال والمقاومة في وجه كافة أشكال العنف، وقد ترجمت ذلك على أرض الواقع برفع معنويات رفيقاتها المقاتلات أثناء التصدي لهجمات الاحتلال التركي على عفرين، حتى ارتقت شهيدة في ناحية بلبلة بعفرين المحتلة.

بارين التي شهدت جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته بحق شعبها رفضت الخنوع وقاتلت حتى نفسها الأخير ورفضت الانسحاب، حتى وقوع جثمانها في أيدي جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في ناحية بلبلة، المرتزقة لم يكتفوا بقتلها بل قاموا بـ التمثيل بجثمانها وتسجيل مقطع فيديو لها وبثه على مواقع التواصل الافتراضي، ليثير هذا الموضوع سخطاً عاماً وردود فعل واسعة بعد أن حظي بتغطية إعلامية واسعة ومطالبات بمحاسبة الجناة.

وحتى اليوم لم يُحاسب الجناة على الجريمة التي ارتكبت بحق بارين وأهالي عفرين من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.

ولقد كان جلياً جلاء الشمس من خلال هذه الجريمة مدى بشاعة وضعف الاحتلال التركي ومرتزقته أمام إرادة المرأة الحرة التي قاتلت وتقاتل حتى الآن ذهنية المحتل الساعي بكل الطرق وشتى الوسائل إلى ضرب مكتسبات ثورة المرأة وإنهائها فكراً وروحاً.

لكن شجاعة بارين ومقاومة زينب وفدائية آرين وأفيستا، ونضال هفرين، وعزيمة جيان، وإصرار زينب وليمان ويسرى على حماية مكتسبات شعب شمال وشرق سوريا، وتنظيم وتدريب زهرة والأم عقيدة وهبون، لم يذهب سدىً، مئات لا بل آلاف الشابات اليوم يسرن على خطا هؤلاء القديسات وهن يحملن عهد الانتقام لهن وتحقيق أهدافهن.