بأمعاء خاوية وأجساد مرتعشة يقاومون لتأمين ثمن الدواء

أسرة بكاملها في حي الشيخ مقصود المحاصر، تعاني من أمراض قلبية وأمراض في الجهاز التنفسي، غير قادرة على تأمين الدواء، إما لفقدانه أو لغلاء سعره، لتضطر للبقاء جائعة أحياناً أو بيع مخصصاتها النادرة من المحروقات لتأمين الدواء.

بأمعاء خاوية وأجساد مرتعشة يقاومون لتأمين ثمن الدواء
بأمعاء خاوية وأجساد مرتعشة يقاومون لتأمين ثمن الدواء
بأمعاء خاوية وأجساد مرتعشة يقاومون لتأمين ثمن الدواء
10 شباط 2024   07:30
حلب
نسرين شيخو

تشتد تداعيات الحصار على سكان حي الشيخ مقصود الذي تحاصره حكومة دمشق في مدينة حلب، وتمنع عنه الأدوية والمواد الغذائية والمحروقات.

أسرة أمينة المهجّرة من قرية قره كول بناحية بلبله في مقاطعة عفرين المحتلة، واحدة من مئات أو آلاف الأسر المحاصرة في الحي الذي يؤوي مهجرين من مقاطعة عفرين المحتلة ونازحين من أحياء مجاورة في مدينة حلب.

تكافح أمينة حسين (56 عاماً) القاطنة في حي الشيخ مقصود، كل يوم من أجل تأمين الأدوية اللازمة للعلاج لها ولأفراد أسرتها.

تعاني أمينة من الربو التحسسي منذ نحو 25 عاماً، أما ابنتها الكبرى فتعاني من أمراض قلبية مثل والدها محمد جعفر البالغ من العمر 65 عاماً. الوحيدة التي لا تعاني من مشاكل صحية هي ابنتهما الصغرى فقط.

في فصل الشتاء تشتد أعراض الربو، وهم يحتاجون إلى الدفء لتجنب الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، لكن وضع أمينة مختلف، فهي اضطرت للاعتماد على حرق قصاصات القماش التي تجلبها ابنتاها من ورشة الخياطة التي تعملان فيها، لكن حرق القصاصات يتسبب بانبعاثات تزيد وضع المصابين بالربو سوءاً.

تقول أمينة إنها بقيت طريحة الفراش لمدة تقارب الشهرين واعتمدت على الزهورات لتخفيف أعراض الربو الذي تعاني منه.

أما زوجها الذي يجد صعوبات في الحركة وآلام في الصدر والطرفين العلويين إلى جانب ألم في الظهر ورعاف متقطع، فلم يعد بإمكانه الحصول على الدواء المرتفع السعر منذ أواخر 2023.

 قبل ذلك، كانت ابنتاه تتقاضيان أجراً أسبوعياً مقداره 150 ألف ليرة سورية، وتؤمنان له جزءاً من سعر الدواء، أما بعد ذلك ومع اشتداد حصار حكومة دمشق وإغلاق الكثير من الورشات وتقليص عدد العمال، فقد انخفض راتب الابنتين إلى 100 ألف في الأسبوع، ما دفع الأسرة إلى التخلي عن شراء بعض حاجيات المنزل لتغطية نفقات علاج الوالد والبالغة نحو 300 ألف أسبوعياً، تقول أمينة "كنّا نؤمن بعض الأدوية مقابل حرمان أنفسنا مما نشتهيه، كأن نبقى يوماً كاملاً دون طعام، لأنه كان يصعب علينا تأمين الدواء والحاجيات معاً".

كما اضطرت لبيع 100 لتر من مازوت التدفئة، كانت مخصصاتها من مادة التدفئة من أجل متابعة علاج الزوج. وكان المقرر أن تحصل كل أسرة على 200 لتر لكن الحصار قلّص المخصصات إلى 100 فقط.

وتقول أمينة إن الأطباء أخبروها أن زوجها أصيب بأمراض في القلب نتيجة الضغوط النفسية، تعيدها أمينة لما عاناها أثناء تهجيره من عفرين المحتلة.

(م)

ANHA