الهجمات والمخططات التي تمت بالتحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني من عام 1991-1999

انطلقت العديد من الهجمات عام 1991، ومن عدة جوانب للقضاء على حركة التحرر الكردستانية، وعقب اعتقال القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط عام 1999 وتسليمه للدولة التركية، دخلت هذه الهجمات مرحلة جديدة، وقد تورط الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذه الهجمات والمخططات التي استمرت على مدار 9 أعوام.

الهجمات والمخططات التي تمت بالتحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني من عام 1991-1999
13 شباط 2024   03:32
مركز الأخبار
جيهان بيلكين

استمرت المؤامرة الدولية التي بدأت ضد القائد عبد الله أوجلان عام 1998 بتسليمه للدولة التركية في 15 شباط عام 1999، وتُعد هجمات المتواطئين الكرد من أبرز جوانب المؤامرة. 

وأشار القائد عبد الله أوجلان إلى بدء المؤامرة بهجوم الولايات المتحدة الأمريكية على العراق في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير، وقال في إحدى مرافعاته التي تحمل عنوان "من دولة الرهبان السومرية نحو الجمهورية الشعبية": "على الرغم من أن الكرد في العراق كانوا من مؤيدي هذه السياسة، فإنهم أرادوا في السنوات الأخيرة اتخاذ خطوات أخرى في تركيا" وأشار إلى التواطؤ في جنوب كردستان، وبطبيعة الحال، تطورت العلاقات بين دولة الاحتلال التركي وأحزاب جنوب كردستان، لا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني أكثر منذ عام 1991.

اجتماع مع جهاز الاستخبارات التركي ثم الهجوم

حسب المعلومات الواردة في الكتب والتي تتداولها وسائل إعلام مختلفة، عُقد في أنقرة في 8 آذار عام 1991 اجتماع سريٌ بين مستشار مسعود البرزاني، محسن دزيي وجلال طالباني، ومستشار جهاز الاستخبارات التركي، تيومان كومان، ومستشار وزارة الخارجية التركية، توغاي أوزجيري، وتمخض الاجتماع عن التعاون والتحالف ضد حزب العمال الكردستاني.

وعقب ما يقدر بـ 6 أشهر في 5 آب عام 1991، هاجمت الدولة التركية منطقة خاكورك بمشاركة 5 آلاف جندي وعنصر من حراس القرى، تحت مسمى "عملية الكنس" استمر 16 يوماً، واتضح أن الحزب الديمقراطي الكردستاني هو من قدم المعلومات الاستخباراتية لتركيا في هذا الهجوم.

تأسيس القواعد العسكرية والاستخباراتية وزيارة زيباري لأنقرة

لكن مقاومة الكريلا أحبطت الهجوم، فبنت دولة الاحتلال التركي عقب هذا الهجوم، قواعد عسكرية واستخباراتية من زاخو إلى هولير.

وفي 6 أيار عام 1992، شنت الدولة التركية هجوماً برياً على منطقة بهدينان، وبالتزامن مع ذلك، زار مستشار مسعود البرزاني، هوشيار زيباري، أنقرة في 8 حزيران من العام ذاته، وبعد الاجتماع مع المسؤولين الأتراك، تقرر في جلسة برلمان جنوب كردستان المنعقدة في 28 حزيران، تمديد بقاء قوات المطرقة في الإقليم.

اغتيال وطنيّ جنوب كردستان وتسليم الكريلا المعتقلين للدولة التركية

كان صادق عمر، وعلي شعبان وحسين آغا من الشخصيات الوطنية الذين زاروا القائد أوجلان من جنوب كردستان، وقد تعرضوا للاغتيال على يد قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني في تواريخ متفرقة من عام 1992، وفي 17 آب من العام نفسه، سلم الحزب الديمقراطي الكردستاني الكريلا في حزب العمال الكردستاني، سلمان آلاجوز الذي اعتُقل في ناحية جلي في جولميرك، لدولة الاحتلال التركي.

الجواز الأحمر للبرزاني وقرار الحرب ضد حزب العمال الكردستاني

في تموز 1992، عندما كان الحزب الديمقراطي الكردستاني يتفاوض مع تركيا، منحت الدولة التركية جوازات سفر دبلوماسية لطالباني والبرزاني.

بعد الاجتماع الذي عقد في العاصمة الأمريكية، واشنطن، بحضور الحزب الديمقراطي الكردستاني وتركيا، كان أول قرار للبرلمان الذي تشكل في جنوب كردستان عام 1992، شنُّ حرب على حركة التحرر الكردستانية، وبعد هذا القرار، وفي شهر تشرين الأول عام 1992 تحديداً، شنت القوات التركية بالتحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، هجوماً كبيراً على كريلا حزب العمال الكردستاني في زاب، وحفتانين وخاكورك تحت اسم "عملية الدبابات"، وحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن السلطات التركية، شارك في الهجوم أكثر من 20 ألف جندي والآلاف من البيشمركة وحراس القرى، واستمرت الحرب التي يصفها حزب العمال الكردستاني بـ "معركة باشور الكبرى" 45 يوماً. 

وفي 25 تشرين الأول عام 1992، تصدت القيادية بيريتان هيفي لخيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني وقاتلت حتى الرصاصة الأخيرة، ثم ألقت بنفسها من أعلى الجبل لئلا تقع بيد العدو، ويُعرف نضال الشهيدة بيريتان اليوم بنهج نضال المرأة الحرة وحركة الحرية.

اعترف رئيس الوزراء التركي آنذاك، سليمان ديميريل، لاحقاً بهزيمتهم قائلاً: "كانت تركيا ستخسر واحداً وتكسب 3 في المقابل، لكنها خسرت 3 ولم تكسب واحداً حتى".

الاجتماع بين البرزاني والجيش التركي وهجوم 1995

بعد الهزيمة الكبرى، اجتمع القائد العام لقوات الدرك التركية آنذاك، الجنرال أشرف بدليس، بمسعود البرزاني وجلال طالباني في جنوب كردستان، تلاه اجتماع آخر في ناحية سلوبي في شرنَخ بعد فترة قصيرة.  

في 19 آذار عام 1995، شنت الدولة التركية مدعومة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، هجوماً جديداً على كريلا حزب العمال الكردستاني في جنوب كردستان تحت مسمى "عملية الفولاذ"، وحسب الإحصائيات الرسمية لدولة الاحتلال التركي، فقد شارك في الهجوم 35 ألف جندي واستمر حتى 2 أيار عام 1995. وحسب الحصيلة التي كشفت عنها (ARGK) قُتل خلاله 800 جندي تركي على الأقل.

اتفاقية دبلن والهجوم الجديد

في 11 تموز عام 1995، وقّع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مع الدولة التركية في العاصمة الإيرلندية، دبلن اتفاقية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وعقب توقيع هذه الاتفاقية، اندلعت بين 26 آب و3 كانون الأول عام 1995، الحرب الكبرى التي أُطلق عليها "حرب باشور الثانية".

في 6 آذار عام 1996، شن جيش الاحتلال التركي تحت اسم "عملية الصقر (أتماجا)" هجوماً احتلالياً على محوري زاب وحفتانين.

زيارة البرزاني لأنقرة والمخططات الجديدة

في 18 أيلول عام 1996، زار مسعود البرزاني أنقرة، وطلبت تركيا من البرزاني الابتعاد عن طالباني ومحاربة حزب العمال الكردستاني، ووعدته بأنها ستمد عائلة البرزاني بالسلاح والمال في حال قبلت هذه الشروط، وطالبته كذلك بتوطين تركمان العراق في القرى الواقعة على الحدود بين العراق وتركيا.

الهجوم بـ 50 ألف جندي وبيشمركة ومجزرة هولير

في 14 أيار عام 1997، شن تحالف الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، هجوماً تحت مسمى "عملية المطرقة" لتدمير مقر ARGK في زاب، وخلال الأيام الأولى للهجوم الذي شارك فيه 50 ألف جندي تركي وقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقعت مجزرةً في هولير، ففي 16 أيار عام 1997، قُتل العشرات من كريلا حزب العمال الكردستاني الجرحى، بينهم صحفيون، فنانون وأطباء على يد الحزب الديمقراطي الكردستاني أثناء تلقيهم العلاج في هولير.

في 25 أيلول عام 1997، شن تحالف الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، هجوماً واسع النطاق على المنطقة الحدودية في جنوب كردستان تحت مسمى "عملية الفجر".

وبعد 6 أشهر من هذا الهجوم وتحديداً في أيار عام 1998، وبناءً على الاتفاق بين الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، شن الاحتلال التركي هجوماً آخر على حزب العمال الكردستاني في جنوب كردستان تحت مسمى "عملية مراد".

اتفاقية واشنطن

في 17 أيلول عام 1998، وقّع مسعود البرزاني وجلال طالباني في العاصمة الأمريكية، واشنطن اتفاقية برعاية وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، مادلين أولبرايت، واستناداً على عدم إيواء حزب العمال الكردستاني في جنوب كردستان. وكشفت المعلومات والوثائق اللاحقة، عن أن هذه الاتفاقية جاءت في إطار المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان.

هجوم جديد بالتزامن مع مؤامرة 15 شباط

في الأول من أيلول عام 1998، أعلن القائد عبد الله أوجلان وقف إطلاق النار، وحسب المعلومات التي تداولتها العديد من وسائل الإعلام، فقد زعمت حكومة أربكان وهيئة الأركان العامة آنذاك الالتزام بوقف إطلاق النار، لكنهم بدأوا هجوماً كبيراً جديداً، ففي أيار عام 1999، شن الاحتلال التركي بالتحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني هجوماً آخر على الكريلا في جنوب كردستان تحت مسمى "عملية ساندويش"، وبدأ الجيش التركي وحراس القرى القادمين من شمال كردستان وقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني هجومهم في جنوب كردستان.

(ر)

ANHA